الولوج للمعرفة
أطفال الرحل لهم الحق أيضا


 قامت «جمعية أصدقاء فكيك» بشراكة مع «جمعية امباكت للتنمية » خلال فترة 23-26 أكتوبر بتنظيم زيارات ميدانية لعدد من الخيام المتواجدة بصفة دائمة بجماعة عبو لكحل بإقليم فكيك قصد دراسة مدى ولوج الأطفال للمؤسسات المدرسية. وتكللت بتمكين مجموعة من الأطفال ذكورا وإناثا من الولوج إلى المدرسة بمنطقة الدفيلية

وكان ذلك نتيجة للتعبئة التي قامت بها الجمعيتان والتجاوب الإيجابي من طرف الأسر والتعاون مع السلطات المحلية والإقليمية

وتحقق ذلك عبر تنظيم سلسلة من اللقاءات والحوارات مع أسرة على ضفة وادي دفيلية. وهي أسرة من 25 فرد منها 14 طفل في سن التمدرس. وقد أبدى أولياء الأمور تحفظهم المبدئي حول موضوع إدماج الأطفال في المدرسة ويعزى التردد إلى أسباب مختلفة منها

  1. انعدام التواصل المباشر من طرف القائمين على التمدرس
  2. بعد المؤسسة التعليمية مع صعوبة وخطورة التنقل إليها على الأقدام وعدم توفر وسائل النقل بين الخيام والمدرسة
  3. عدم وضع برنامج خاص لتمكين الفتيات من التمدرس ولاسيما أن مدرسة دفيلية (التي تبعد بسبع كيلومترات) لا توفر سوى ثلاث مستويات من الإبتدائي مما يفرض انتقال الفتيات إلى داخلية المدارس بعبو لكحل أو بفكيك  - بين 15 و20 كيلومتر
وقد قام فريق العمل بإقناع الجد بصفته رب الأسرة الذي يتولى اتخاذ أهم القرارات العائلية، بأهمية وضرورة تعليم الأطفال وذلك باعتماد مجموعة من الحجج المنسجمة مع وضعهم. و للإشارة فقد تم إقناعه بهذه الحجج مع الاحترام التام للحياة الفريدة والتفهم للبيئة الخاصة لهذه الأسر دون الخوض أو التعليق ولو من بعيد على طريقة عيشهم أو مقارنتها مع باقي طرق العيش الأخرى، الأمر الذي جعل أفراد العائلة يتفاعل مع فريق العمل في جو من الارتياح والثقة
وتفضلت جمعية أصدقاء فكيك بتوفير الدعم المالي والتقني المتمثل في إتاحة وسيلة نقل التلاميذ بين المدرسة والخيام وتجهيز الأطفال بالمعدات المدرسية الضرورية. وبهذا يعتبر هؤلاء الأطفال الأوائل في تاريخ الأسرة الكبيرة الذين يلجون المدرسة
ورغم محدودية هذه العملية، يمكن اعتبارها خطوة رمزية في ورش ولوج أطفال الخيام إلى المعرفة ومؤشرا على أهمية توطيد روابط الثقة بين الأسر في ظروف خاصة والمسؤولين على التمدرس وكذا اعتماد وسائل وأساليب للتواصل أكثر نجاعة قصد تيسير تفعيل وتعميم الحق في المعرفة

 وإذ تعرب كلا من «جمعية أصدقاء فكيك» و«جمعية امباكت للتنمية» عن ارتياحهما الكبيربهذا الإنجاز كمرحلة أولى وتشيدان بمجهودات سلطات إقليم فكيك لتسهيل القيام بالدراسة الميدانية ولمدير مدرسة الدفيلية لاستجابته التلقائية لمواكبة الأطفال، مع الأمل أن تترسخ هذه الثقة مع الأسر الذين أبانوا واقعيا عن وعيهم الكبير بمستقبل أولادهم وتكون فاتحة خير على فتيات وفتيان آخرين من أجل الالتحاق بالمنظومة التعليمية 

  وستقوم الجمعيتان بتقييم شمولي لهذه التجربة وإعداد المرحلة الثانیة بالاستمرار في الرهان على المقاربة التشاركية والانخراط الجماعي من أجل مساهمة إيجابية لولوج الأطفال الرحل إلى المعرفة

Methodologies     Projects     Careers     Contact

No Code Website Builder